) الحث على التعلم:
ومما عنى به الإسلام:الحث على التعلم،فقد خلق الله الناس غفلا من العلم ،وأعطاهم أدوات العلم ليتعلموا،فإن العلم بالتعلم ،قال تعالى:{والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون}(1) وقال الشاعر
تـعلـم،فليـس الـمـرء يولد عالما *** وليـس أخـو عـلم كمن هو جاهل
وفي الحديث:"من سلك يطلب فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة" "وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع" "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"رواه البخاري عن عثمان بن عفان .
قال تعالى :{فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} (2) وقال :{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون }(3) وقال ابن عباس :ذللت طالبا فعززت مطلوبا ! وكان يقال أول العلم الصمت، والثاني الاستماع والثالث الحفظ والرابع العقل والخامس نشره.ويقال إذا جالست العلماء فكن على أن تسمع احرص منك على أن تقول . وقال علي -كرم الله وجهه-:لايرجونَّ عبد إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه،ولا يستحي من لا يعلم أن يتعلم.ولا يستحي إذا سئل عما لايعلم أن يقول:الله أعلم.(4)
وقال بعض الحكماء:إني لاأرحم رجالا كرحمتي لأحد رجلين:رجل يطلب العلم ولا يفهمه،ورجل يفهم العلم ولا يطلبه .وقال أبو الدر داء :لأن أتعلم مسألة أحب إلي من قيام ليلة.
وقال أيضا:كن عالما أو متعلما أومستمعا، ولاتكن الرابع فتهلك ؛والرابع هو المعرض عن العلم. (5)
وروي عن علي رضي الله عنه قوله:العلم أفضل من المال لسبعة أوجه وهي:
العلم ميراث الأنبياء،والمال ميراث الفراعنة
العلم لاينقص بالنفقة ،والمال ينقص بها
المال يحتاج إلى الحافظ،والعلم يحفظ صاحبه إذا مات الرجل خلف ماله وراءه والعلم يدخل معه في قبره.
المال يحصل للمؤمن والكافر،والعلم لا يحصل إلا للمؤمن.
جميع الناس محتاجون إلى العالم في أمور دينهم ولا يحتاجون إلى صاحب المال.
العلم يقوي الرجل عند المرور على الصراط،والمال يمنعه منه. (6)
ومما يحكى من وصايا لقمان لابنه: يابني،جالس العلماء و زاحمهم بركبتيك فإن الله سبحانه يحي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الارض بوابل (7) السماء.(
وقد ذكر القرآن لنا تلك الرحلة التاريخية التي قام بها نبي من أولي العزم وهو موسى ليطلب العلم عند رجل لم يذكر القرآن لنا اسمه،وفي هذه الرحلة التي قصها علينا القرآن يتجلى لنا بعض الآداب المهمة للتعلم:
الحرص على العلم مهما يكن في طلبه من لأواءومشقة وعناء كما يفعل موسى عليه السلام في رحلته *
التلطف مع المعلم ،وإظهار الاحترام والتوقير له،وهذا ما فعله موسى عليه السلام مع هذا الرجل الصالح*
الذي عرف اسمه "الخضر" عليه السلام،فقال له موسى بأدب التلميذ مع المعلم {هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا} (9)
الصبر على المعلم وهذا ما فعله موسى مع معلمه،فحين عرض عليه أن يتبعه ليعلمه مما علمه الله ،{إنك لن تستطيع معي صبرا،وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا،قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا،قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا،}(10)
أن المؤمن لايشبع من العلم وأنه يطلب أبدا الزيادة منه كما قال الله لخاتم الانبياء:{وقل ربي*
زدني علما}وهذا ما حرص عليه موسى عليه السلام أن يضيف إلى علمه علما آخر
مانبهت عليه السنة النبوية وهو أن يتعلم العلم يريد به وجه الله تعالى وبذلك يغدو طلب العلم عبادة*
(11)وجهادا في سبيل الله
فعن ابي هريرة رضي الله عنه،قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله تعالى لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا ،لم يجد عرف الجنة يوم القيامة"(12
وعن جابر قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لاتعلموا العلم لتباهوا العلماء ولا تماروا السفهاء ولاتخيروا به المجالس ،فمن فعل ذلك فالنار النار" (13)
2)العلم المباح:
وقد ذكر الغزالي-رحمه الله-العلم المباح فضرب له مثلا بالعلم بالاشعار التي لا سخف فيها ،والعلم بتواريخ الاخبار وما يجري مجراه،وهذا إذا كان بالنسبة للافراد فهو مسلم،فهو في حقهم من المباح، الذي يمكن أن يتحول إلى طاعة بالية الصالحة ،بمعنى أن يقصد بتعلمه خدمة الدين وإرضاء الله تعالى...
وإن الدراسة اللغوية والأدبية والدراسة التاريخية وخصوصا التاريخ الاسلامي بدءًا من السيرة النبوية وتاريخ الخلفاء الراشدين ،وتاريخ العلماء والمصلحين،من الأدوات الضرورية للداعية .وأما بالنسبة للأمة والحديث عن الفروض الكفائية الواجبة الواجبة عليها فيعتقد المؤلف أن دراسة الاشعار والادب وكذلك دراسة التاريخ من فروض الكفاية على الامة ،فلابد أن يوجد فيها متخصصون في هذه المجالات يعبرون عن فلسفة الامة وحضارتها,ويجعلون من دراستهم أداة بناء لها لا معول هدم لكيانها، ولو ترك المجال فارغا لملأه أولئك الذين يمثلون فلسفات دخيلة على الامة،لاتهمتم بدينها ولا قيمتها ،ولا رسالتها ولا تراثها بل تعادي ذلك كله(14).
إضافة إلى ماسبق اعتقد أن الحديث الذي روي عن أنس مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة" تحدث عن العلوم المباحة،حيث قال مصنف مختصر منهاج القاصدين:اختلف الناس في ذلك –أي في أنواع العلوم المباحة –فقال الفقهاء:هو علم الفقه إذ به يعرف الحلال والحرام.
وقال المفسرون والمحدثون:هو علم الكتاب والسنة،إذ بهما يتوصل إلى العلوم كلها. وقالت الصوفية:هو علم الإخلاص وآفات النفوس. وقال المتكلمون:هو علم الكلام..إلى غير ذلك من الأقوال التي ليس فيها قول مرضيٌّ... والصحيح أنه علم معاملة العبد لربه (أي: الأشياء السابقة كلها )والمعاملة التي كلفها على ثلاثة أقسام:اعتقاد وفعل ،وترك...(15
ومما ذكر بان أن المراد بطلب العلم المباح -الذي هو فرض عين- :ما يتعين وجوبه على الشخص.
فأما فرض الكفاية :فهو كل علم لا يستغني عنه في قوام أمور الدنيا،كالطب والحساب ...فهذه العلوم لو خلا البلد عمن يقوم بها حَرِِجَ(أي أثموا)أهل البلد؛وإذا قام بها واحد كفى وسقط الفرض عن الباقين أما العلوم الشرعية فكلها محمودة وتنقسم إلى أصول.. وفروع..ومتممات.(16
:3)العلم المذموم
وذكر الغزالي المذموم من العلم ،ومثل له بعلم السحر والطلسمات وعلم الشعوذة والتلبيسات وهذا صحيح فقد ذكرالله السحر في كتابه وذمه أبلغ الذم،وقال في شأن تعلمه :{ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم }(17)
واعتبر النبي صلى الله عليه وسلم السحر من السبع الموبقات،أي المهلكات للفرد وللجماعة ومثل ذلك كل علم لا يقوم على أساس صحيح،أو لا ينفع الناس في دينهم ولا دنياهم ،بل يعود عليهم بالضرر المادي والمعنوي .
ومن ذلك علم التنجيم الذي يدعى فيه معرفة الغيوب،وكشف المستقبل بواسطة النجوم،فهذا محرم لأنه ضرب من السحر كما جاء في الحديث الذي رواه ابن عباس:"من اقتبس علما من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد"(رواه أحمد وابو داود وابن ماجة عن ابن عباس.) فهذا العلم لا يقوم على أساس منطقي أو تجريبي،وإن صدق فبالاتفاق والمصادفة ،ولذا قيل:كذب المنجمون ولو صدقوا .
وهذا بخلاف علم الفلك المبني على أسس رياضية وتجريبية وقد برع المسلمون في أيام ازدهار حضارتهم,وبرع الغربيون فيه اليوم وعلى أساسه استطاعوا الوصول إلى القمر ويحاولون الوصول إلى الكواكب الأبعد.(18
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
سورة النحل آية 78 .(1)
سورة التوبة آية122 (2)
سورة الأنبياء آ ية7 (3)
مع الله لمحمد الغزالي ط6 :1405هـ/1985م./دار الكتب الإسلامية ص205. (4)
في الطريق إلى الله ص105 ج1. (5)
العلم والعلماء ص21. (6)
أي: المطر الغزير. (7)
العلم والعلماء ص20. (
سورة الكهف آية66 (9)
سورة الكهف آية 67-70 (10)
(11)العلم والعلماء.
(12)رواه أبو داود:باب طلب العلم لغير الله تعالى رقم الحديث 3664 ص 47 / سنن أبي داود :إعداد وتعليق عزت عبيد الدعاش وعادل السيد ج4 دار ابن حزم
1418هـ/ 1997م
(13)حديث 254 ص93/حديث259 ص96./سنن ابن ماجة حققه محمد فؤاد عبد الباقي ج 1 /دار الحديث القاهرة.بدون ط.
(14)في الطريق إلى الله ص 118.119.
ٍ(15)للتفصيل انظر مختصر منهاج القاصدين.ص24.فصل:طلب العلم فريضة (بتصرف).
للتفصيل انظر مختصر منهاج القاصدين.ص24.فصل:طلب العلم فريضة (بتصرف). (16)
سورة البقرة آية102. (17)
في الطريق إلى الله ص20.(18)
ومما عنى به الإسلام:الحث على التعلم،فقد خلق الله الناس غفلا من العلم ،وأعطاهم أدوات العلم ليتعلموا،فإن العلم بالتعلم ،قال تعالى:{والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون}(1) وقال الشاعر
تـعلـم،فليـس الـمـرء يولد عالما *** وليـس أخـو عـلم كمن هو جاهل
وفي الحديث:"من سلك يطلب فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة" "وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع" "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"رواه البخاري عن عثمان بن عفان .
قال تعالى :{فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} (2) وقال :{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون }(3) وقال ابن عباس :ذللت طالبا فعززت مطلوبا ! وكان يقال أول العلم الصمت، والثاني الاستماع والثالث الحفظ والرابع العقل والخامس نشره.ويقال إذا جالست العلماء فكن على أن تسمع احرص منك على أن تقول . وقال علي -كرم الله وجهه-:لايرجونَّ عبد إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه،ولا يستحي من لا يعلم أن يتعلم.ولا يستحي إذا سئل عما لايعلم أن يقول:الله أعلم.(4)
وقال بعض الحكماء:إني لاأرحم رجالا كرحمتي لأحد رجلين:رجل يطلب العلم ولا يفهمه،ورجل يفهم العلم ولا يطلبه .وقال أبو الدر داء :لأن أتعلم مسألة أحب إلي من قيام ليلة.
وقال أيضا:كن عالما أو متعلما أومستمعا، ولاتكن الرابع فتهلك ؛والرابع هو المعرض عن العلم. (5)
وروي عن علي رضي الله عنه قوله:العلم أفضل من المال لسبعة أوجه وهي:
العلم ميراث الأنبياء،والمال ميراث الفراعنة
العلم لاينقص بالنفقة ،والمال ينقص بها
المال يحتاج إلى الحافظ،والعلم يحفظ صاحبه إذا مات الرجل خلف ماله وراءه والعلم يدخل معه في قبره.
المال يحصل للمؤمن والكافر،والعلم لا يحصل إلا للمؤمن.
جميع الناس محتاجون إلى العالم في أمور دينهم ولا يحتاجون إلى صاحب المال.
العلم يقوي الرجل عند المرور على الصراط،والمال يمنعه منه. (6)
ومما يحكى من وصايا لقمان لابنه: يابني،جالس العلماء و زاحمهم بركبتيك فإن الله سبحانه يحي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الارض بوابل (7) السماء.(
وقد ذكر القرآن لنا تلك الرحلة التاريخية التي قام بها نبي من أولي العزم وهو موسى ليطلب العلم عند رجل لم يذكر القرآن لنا اسمه،وفي هذه الرحلة التي قصها علينا القرآن يتجلى لنا بعض الآداب المهمة للتعلم:
الحرص على العلم مهما يكن في طلبه من لأواءومشقة وعناء كما يفعل موسى عليه السلام في رحلته *
التلطف مع المعلم ،وإظهار الاحترام والتوقير له،وهذا ما فعله موسى عليه السلام مع هذا الرجل الصالح*
الذي عرف اسمه "الخضر" عليه السلام،فقال له موسى بأدب التلميذ مع المعلم {هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا} (9)
الصبر على المعلم وهذا ما فعله موسى مع معلمه،فحين عرض عليه أن يتبعه ليعلمه مما علمه الله ،{إنك لن تستطيع معي صبرا،وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا،قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا،قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا،}(10)
أن المؤمن لايشبع من العلم وأنه يطلب أبدا الزيادة منه كما قال الله لخاتم الانبياء:{وقل ربي*
زدني علما}وهذا ما حرص عليه موسى عليه السلام أن يضيف إلى علمه علما آخر
مانبهت عليه السنة النبوية وهو أن يتعلم العلم يريد به وجه الله تعالى وبذلك يغدو طلب العلم عبادة*
(11)وجهادا في سبيل الله
فعن ابي هريرة رضي الله عنه،قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله تعالى لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا ،لم يجد عرف الجنة يوم القيامة"(12
وعن جابر قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لاتعلموا العلم لتباهوا العلماء ولا تماروا السفهاء ولاتخيروا به المجالس ،فمن فعل ذلك فالنار النار" (13)
2)العلم المباح:
وقد ذكر الغزالي-رحمه الله-العلم المباح فضرب له مثلا بالعلم بالاشعار التي لا سخف فيها ،والعلم بتواريخ الاخبار وما يجري مجراه،وهذا إذا كان بالنسبة للافراد فهو مسلم،فهو في حقهم من المباح، الذي يمكن أن يتحول إلى طاعة بالية الصالحة ،بمعنى أن يقصد بتعلمه خدمة الدين وإرضاء الله تعالى...
وإن الدراسة اللغوية والأدبية والدراسة التاريخية وخصوصا التاريخ الاسلامي بدءًا من السيرة النبوية وتاريخ الخلفاء الراشدين ،وتاريخ العلماء والمصلحين،من الأدوات الضرورية للداعية .وأما بالنسبة للأمة والحديث عن الفروض الكفائية الواجبة الواجبة عليها فيعتقد المؤلف أن دراسة الاشعار والادب وكذلك دراسة التاريخ من فروض الكفاية على الامة ،فلابد أن يوجد فيها متخصصون في هذه المجالات يعبرون عن فلسفة الامة وحضارتها,ويجعلون من دراستهم أداة بناء لها لا معول هدم لكيانها، ولو ترك المجال فارغا لملأه أولئك الذين يمثلون فلسفات دخيلة على الامة،لاتهمتم بدينها ولا قيمتها ،ولا رسالتها ولا تراثها بل تعادي ذلك كله(14).
إضافة إلى ماسبق اعتقد أن الحديث الذي روي عن أنس مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة" تحدث عن العلوم المباحة،حيث قال مصنف مختصر منهاج القاصدين:اختلف الناس في ذلك –أي في أنواع العلوم المباحة –فقال الفقهاء:هو علم الفقه إذ به يعرف الحلال والحرام.
وقال المفسرون والمحدثون:هو علم الكتاب والسنة،إذ بهما يتوصل إلى العلوم كلها. وقالت الصوفية:هو علم الإخلاص وآفات النفوس. وقال المتكلمون:هو علم الكلام..إلى غير ذلك من الأقوال التي ليس فيها قول مرضيٌّ... والصحيح أنه علم معاملة العبد لربه (أي: الأشياء السابقة كلها )والمعاملة التي كلفها على ثلاثة أقسام:اعتقاد وفعل ،وترك...(15
ومما ذكر بان أن المراد بطلب العلم المباح -الذي هو فرض عين- :ما يتعين وجوبه على الشخص.
فأما فرض الكفاية :فهو كل علم لا يستغني عنه في قوام أمور الدنيا،كالطب والحساب ...فهذه العلوم لو خلا البلد عمن يقوم بها حَرِِجَ(أي أثموا)أهل البلد؛وإذا قام بها واحد كفى وسقط الفرض عن الباقين أما العلوم الشرعية فكلها محمودة وتنقسم إلى أصول.. وفروع..ومتممات.(16
:3)العلم المذموم
وذكر الغزالي المذموم من العلم ،ومثل له بعلم السحر والطلسمات وعلم الشعوذة والتلبيسات وهذا صحيح فقد ذكرالله السحر في كتابه وذمه أبلغ الذم،وقال في شأن تعلمه :{ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم }(17)
واعتبر النبي صلى الله عليه وسلم السحر من السبع الموبقات،أي المهلكات للفرد وللجماعة ومثل ذلك كل علم لا يقوم على أساس صحيح،أو لا ينفع الناس في دينهم ولا دنياهم ،بل يعود عليهم بالضرر المادي والمعنوي .
ومن ذلك علم التنجيم الذي يدعى فيه معرفة الغيوب،وكشف المستقبل بواسطة النجوم،فهذا محرم لأنه ضرب من السحر كما جاء في الحديث الذي رواه ابن عباس:"من اقتبس علما من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد"(رواه أحمد وابو داود وابن ماجة عن ابن عباس.) فهذا العلم لا يقوم على أساس منطقي أو تجريبي،وإن صدق فبالاتفاق والمصادفة ،ولذا قيل:كذب المنجمون ولو صدقوا .
وهذا بخلاف علم الفلك المبني على أسس رياضية وتجريبية وقد برع المسلمون في أيام ازدهار حضارتهم,وبرع الغربيون فيه اليوم وعلى أساسه استطاعوا الوصول إلى القمر ويحاولون الوصول إلى الكواكب الأبعد.(18
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
سورة النحل آية 78 .(1)
سورة التوبة آية122 (2)
سورة الأنبياء آ ية7 (3)
مع الله لمحمد الغزالي ط6 :1405هـ/1985م./دار الكتب الإسلامية ص205. (4)
في الطريق إلى الله ص105 ج1. (5)
العلم والعلماء ص21. (6)
أي: المطر الغزير. (7)
العلم والعلماء ص20. (
سورة الكهف آية66 (9)
سورة الكهف آية 67-70 (10)
(11)العلم والعلماء.
(12)رواه أبو داود:باب طلب العلم لغير الله تعالى رقم الحديث 3664 ص 47 / سنن أبي داود :إعداد وتعليق عزت عبيد الدعاش وعادل السيد ج4 دار ابن حزم
1418هـ/ 1997م
(13)حديث 254 ص93/حديث259 ص96./سنن ابن ماجة حققه محمد فؤاد عبد الباقي ج 1 /دار الحديث القاهرة.بدون ط.
(14)في الطريق إلى الله ص 118.119.
ٍ(15)للتفصيل انظر مختصر منهاج القاصدين.ص24.فصل:طلب العلم فريضة (بتصرف).
للتفصيل انظر مختصر منهاج القاصدين.ص24.فصل:طلب العلم فريضة (بتصرف). (16)
سورة البقرة آية102. (17)
في الطريق إلى الله ص20.(18)
الأحد ديسمبر 16, 2012 2:26 pm من طرف abdqerdhjy
» ادخل اتغرف المزيد
الجمعة أبريل 06, 2012 12:00 pm من طرف خالدالعلي
» فرصة لا تعوض
الجمعة أبريل 06, 2012 11:52 am من طرف الوردة البيضاء
» نكت نكت نكت
الثلاثاء مارس 27, 2012 6:22 pm من طرف abdqerdhjy
» احلى القصص الواقعية
الثلاثاء مارس 27, 2012 6:17 pm من طرف abdqerdhjy
» قصة مضحكة جددددددددددددددداا
الثلاثاء مارس 27, 2012 5:57 pm من طرف abdqerdhjy
» قصة عن الحب
الثلاثاء مارس 27, 2012 3:47 pm من طرف abdqerdhjy
» اروع القصص (اسماء )
الإثنين مارس 26, 2012 6:59 pm من طرف abdqerdhjy
» رابط فيديو سوريا فوق ال18
الإثنين مارس 26, 2012 10:31 am من طرف abdqerdhjy